مقالات القلب

الرئيسية > مقالات > مقالات القلب > ما هو جهاز تنظيم ضربات القلب ؟


ما هو جهاز تنظيم ضربات القلب ؟



ما هو جهاز تنظيم ضربات القلب ؟

جهاز تنظيم ضربات القلب هو جهاز صغير يزرع في جسم الانسان لمعالجة خلل كهربائية القلب,  ويتم ذلك عن طريق ارسال تيار كهربائي الى القلب، اول منظم تم زرعه قبل حوالي سبعين عاما، منذ ذلك الحين تطورت المنظمات بشكل كبيرو في الوقت نفسه الذي تم اكتشاف فائدة للمنظم في امراض مختلفة لها علاقة بكهربائية القلب، إن المنظم الاول الذي تم زرعه قام بعلاج ضعف في انتقال الكهرباء داخل القلب، هذا الضعف كان يؤدي لتوقف القلب لان بدء الضخ يعتمد على تيار كهربائي بسيط ينتشر بعد ذلك لكل اجزاء القلب وبدون هذه "الشعلة" لا تبدء عملية الضخ، فقام المنظم بتعويض هذه "الشعلة" عن طريق اعطاء نبضات بسيطة كل ثانية لتقوم بتحفيز الضخ، هذه الطاقة كانت بحدود بضعة فولتات يتم سحبها من بطارية داخل المنظم.

مع الوقت تطورجهاز تنظيم ضربات القلب فتم ربطه بجهاز كمبيوتر يتحكم بكمية وتوقيت الطاقة المنبثقة من الجهاز، كان هذا مهما لعدة عوامل اهمها ان يسمح بتناسق عمل الجهاز مع القلب ليكون اقرب ما يمكن الى الطبيعي، فمثلا الكمبيوتر يسمح بتغير سرعة القلب اذا لزم ذلك على سبيل المثال اثناء الحركة، وكذلك الكمبيوتر يراقب ضربات القلب فاذا تحسنت يقوم بإيقاف النبضات مما يوفر طاقة البطارية ويمنع التضارب بين النبضات الطبيعية ونبضات الجهاز.

وجزء مهم من تطوير الجهاز كان تطوير الوسيلة التي يتم فيها ايصال الطاقة الى القلب، عن طريق تطوير اسلاك خاصة تصل بين الجهاز الذي يتم عادة زرعه تحت الجلد في منطقة الكتف وبين القلب نفسه الذي يتم الوصول اليه عن طريق الاوعية التي تصب في القلب، حاليا عمر البطارية الافتراضي حوالي عشر سنوات وعمر الاسلاك عشرون سنة او اكثر وهذا شيء جيد بالنظر لان البطاريات والاسلاك الاولى كان يلزم تغييرها كل سنة تقريبا، مع تحسن التكنولوجيا تم تصغير حجم الجهاز لدرجة عالية، وللتشبيه فان حجم الجهاز امكن تصغيره الى حجم طلقة عيارية، هذا الحجم الصغير اصبح بالإمكان زرعه مباشرة داخل القلب.

هذه التكنولوجيا الحديثة بالمقابل لا تخلو من بعض المخاطر، فمثلا يمكن ان يتحرك هذا الجهاز الصغير من موقعه وينطلق الى جزء اخر من الجسم غير القلب، وكذلك في حالة الحاجة الى نزعه لوجود مشكلة ما قد لا يكون ذلك سهلا, هذا بالإضافة الى تكلفة التكنولوجيا الحديثة التي تبلغ اضعاف مثيلاتها الحالية، ولكن مع الوقت يتوقع انتشار هذه التكنولوجيا اكثر مع زيادة الخبرة بالتعامل معها.

تم ذكر نوع من اضطرابات كهربائية القلب وهو ضعف الكهرباء، ولكن اضطرابات كهربائية القلب لا تقتصر على ذلك، فهناك مشكلة كبيرة وهي تسارع القلب او ما يدعى الرجفان البطيني، وكثير من حالات الوفاة المفاجئة هي بسبب هذا الخلل ، الطريقة الوحيدة لإيقاف الرجفان البطيني عندما يبدأ هي اعطاء صدمة كهربائية قوية، تبلغ بحدود مئات الفولتات، ويعتبر عامل الوقت مهم جدا لان القلب اذا توقف لأكثر من بضع دقائق تتوقف التروية الى الدماغ مما يؤدي الى حدوث عطب دائم فيه، ولذلك يتم في الدول المتقدمة نشر اجهزه لإعطاء صدمات كهربائية في الاماكن العامة، يمكن الان زرع منظم لإعطاء صدمة عند الحاجة لعلاج القلب عند توقفه، اصبح هذا ممكنا لان البطارية تطورت واصبحت لديها القدرة لتخزين هذه الكمية العالية من الطاقة والتي كما ذكرت تبلغ مئات الفولتات. هذه المنظمات الصاعقة اكبر حجما من المنظمات الاولى لكبر حجم بطاريتها ويبلغ تقريبا حجم "الولاعات"، الكمبيوتر داخلها ايضا اكثر تعقيدا ليستطيع ان يميز بدقة عندما يتوقف القلب واعطاء الصعقة الكهربائية خلال وقت قصير، هذه المنظمات يتم زرعها للمرضى المعرضين لتوقف القلب، وحيث ان توقف القلب هو امر مستقبلي وفي علم الغيب فيتم اختيار المرضى بناء على احتمالية حدوث توقف القلب، اكثر احتمال لتوقف القلب هو لدى الذين حدث فعلا لديهم توقف ونجوا لأنه تم إعطاؤهم صدمة في الوقت المناسب، ايضا اي مريض لديه ضعف في القلب معرض لتوقف القلب ولذلك ينصح بتركيب منظم له.

 ضمن المخاطر التي يمكن ان تحدث مع زرع الجهاز حدوث نزيف في مكن زرع المنظم  وحدوث ثقب في داخل القلب في منطقة تثبيت السلك داخل القلب وحدوث التهاب بكتيري في منطقة جهاز تنظيم دقات القلب، وحيث ان احتمال المضاعفات يتم موازنته بالفائدة من الجهاز فلا يزرع الا لمن لديه احتمال توقف قلب اعلى من نسبة معينة، تم تطوير الصاعق مؤخرا ليقوم بعمله دون وجود سلك يصله داخل القلب، هذا الجهاز يشمل منظم مزروع تحت الجلد فقط ولذلك فخطورته عمليته اقل، ايضا هذه التكنولوجيا الحديثة مكلفة اضعاف التكنولوجيا الحالية.

بقي نوع اخير من المنظمات أو أجهزة تنظيم دقات القلب يستعمل لتقوية القلب، وفي الواقع هو ليس مقوي مباشر للقلب ولكن بعض حالات ضعف القلب تكون مربوطة بمشكلة اخرى وهي عدم تناسق حركة اجزاء القلب، فالجزء الامامي قد يتحرك قبل الخلفي، عدم التناسق هذا يؤدي الى حركة القلب بدون فائدة فبدلا من يتم ضخ القلب للجسم يستمر دوران الدم داخل القلب نفسه، هذا يؤدي الى نقص تروية القلب نفسه قبل غيره مما يؤدي الى ضعف القلب، يتم علاج مثل هذه الحالة من خلال وضع أسلاك داخل القلب تعطي نبضات في اللحظة المناسبة فتعمل على تناسق حركات أجزاء القلب معاً، وهذا لا يعني ان كل مرضى ضعف القلب يمكن معالجتهم بهذا الجهاز فهذا الجهاز ينفع فقط في نسبة بسيطة من المرضى تقدر بحوالي مريض من كل عشرة مرضى بناء على عمل تخطيط القلب وصورة القلب التلفزيونية.

تم في هذه المقالة شرح انواع أجهزة تنظيم ضربات القلب المختلفة وكيف تقوم هذه المنظمات بعلاج امراض كهربائية القلب. في حالة الحاجة لمنظم يجب مراجعة اخصائي قلب لديه خبرة بمشاكل كهربائية القلب لإعطاء العلاج اللازم, وفي حالة الحاجة لزرع المنظم المناسب ،ومن ثم متابعة المريض بعد العملية.

الدكتور منير الزقة

استشاري كهربائية القلب

المستشفى التخصصي







© جميع الحقوق محفوظة 2024 | تم التطوير بواسطة ما الجديد لتقنية المعلومات